الصبر
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة على اشرف الخلق محمد وعلى اله اجمعين واصحابه النتجبين وسلم تسليما اما بعد
عزيزي القارئ الكريم اضع بين يديك قبس من نور الايمان الا وهو نعمة الصبر الذي ينعم بها الخالق
على بعض من اصطفى من خلقه لينال به شرف الامتحان فاما النجاح وجنات الخلد او الخسران لا قدر الله
وقد استخلصت هذا الموضوع من بعض الكتب المعتبرة للعلامة المرحوم الشيخ الجليل (محمد مهدي بن ابي ذر النراقي )احد اعلام المجتهدين في القرنين الثاني عشر والثالث عشر من الهجرة وهو كتاب جامع السعادات
الصبر على السراء
كل ما يلقى العبد في الدنيا وما يوافق هواه او لا يوافقه بل يكرهه وهو في كل منهما محتاج الصبر اذ ما يوافق هواه كالصحة الجسمية ,اتساع الاسباب النيوية ,ونيل الجاه والمال وكثرة الاولاد والاتباع ,لو لم يصبر عليه ولم يضبط زمام نفسه في الانهماك فيه والاغترار به ادركه الطغيان والبطر
(فان الانسان ليطغى ان راه استغنى )وقال بعض الاكابر البلاء يصبر عليه المؤمن والعوافي لا يصبر عليهما الا الصديق وقال بعض العرفاء (الصبر على العافية اشد من الصبر على البلاء )ولذا لما توسعت الدنيا على الصحابة وزال عنهم ضيق المعاش قالوا (ابتلينا بفتنة الضراء فصبرنا )وابتلينا بفتنة السراء فلا نقدر على الصبر عليها ومن هنا قال سبحانه (ياايها الذين امنوا لا تلهكم اموالكم ولا اولادكم عن ذكر الله )وقال 0ان ازواجكم واولادكم عدوا لكم
زمعنى الصبر على متاع الدنيا الا يركن اليه ويعلم انه مستودع عنده وعن قريب يسترجع منه فلا ينهمك في التنعم والتلذذ ولا يتفاخر به على فاقده من اخوانه المؤمنين ويرعى حقوق الله في حاله بالانفاق وفي بدنه ببذل المعونة للخلق .وفي منصبه باعانة المظلومين وكذلك في سائر ما انعم الله به عليه .
والسر في كون الصبر عليها اشد من الصبر على البلاء انه ليس مجبورا على ترك ملاذ الدنيا بل له القدرة والتمكن على التمتع بها خلاف البلاء .فانه مجبور عليه ولا يقدر على دفعه فالصبر عليه اسهل ولذا ترى ان الجائع اذا لم يقدر على الطعام اقدر على الصبر عنه اذا قدر عليه
واما ما لا يوافق هواه وطبعه فله ثلاثة اقسام
الاول ما يكون مقدرا للعبد كالطاعات والمعاصي اما الطاعة فالصبر عليها شديد لان النفس بطبعها تنفر عنها وتشتهي التقهر والربوبية كما ياتي وجهه ومع ذلك يثقل عليها بعض العبادات باعتبار الكسل وبعضها باعتبار البخل وبعضها باعتبار هما كالحج والجهاد فلا تخلو تخلو طاعة من اعتبار يشق على النفس ان تصبر عليه ومع ذلك يحتاج المطيع فيها الى الصبر في حالات ثلاثة تتضاعف لاجلها الصعوبة اذ يحتاج اليها قبل العمل في تصحيح النية والاخلاص وتطهيرها عن الشوائب والرياء وفي حالة العمل لئلا يغفل عن الله في ثنائه ولا يخل بشء من وظائفه وادبه ويستمر على ذلك الى الفراغ وبعد الفراغ عنه لئلا يتطرق اليه العجب ولا يظهر رياء وسمعة.
هناك تتمة
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة على اشرف الخلق محمد وعلى اله اجمعين واصحابه النتجبين وسلم تسليما اما بعد
عزيزي القارئ الكريم اضع بين يديك قبس من نور الايمان الا وهو نعمة الصبر الذي ينعم بها الخالق
على بعض من اصطفى من خلقه لينال به شرف الامتحان فاما النجاح وجنات الخلد او الخسران لا قدر الله
وقد استخلصت هذا الموضوع من بعض الكتب المعتبرة للعلامة المرحوم الشيخ الجليل (محمد مهدي بن ابي ذر النراقي )احد اعلام المجتهدين في القرنين الثاني عشر والثالث عشر من الهجرة وهو كتاب جامع السعادات
الصبر على السراء
كل ما يلقى العبد في الدنيا وما يوافق هواه او لا يوافقه بل يكرهه وهو في كل منهما محتاج الصبر اذ ما يوافق هواه كالصحة الجسمية ,اتساع الاسباب النيوية ,ونيل الجاه والمال وكثرة الاولاد والاتباع ,لو لم يصبر عليه ولم يضبط زمام نفسه في الانهماك فيه والاغترار به ادركه الطغيان والبطر
(فان الانسان ليطغى ان راه استغنى )وقال بعض الاكابر البلاء يصبر عليه المؤمن والعوافي لا يصبر عليهما الا الصديق وقال بعض العرفاء (الصبر على العافية اشد من الصبر على البلاء )ولذا لما توسعت الدنيا على الصحابة وزال عنهم ضيق المعاش قالوا (ابتلينا بفتنة الضراء فصبرنا )وابتلينا بفتنة السراء فلا نقدر على الصبر عليها ومن هنا قال سبحانه (ياايها الذين امنوا لا تلهكم اموالكم ولا اولادكم عن ذكر الله )وقال 0ان ازواجكم واولادكم عدوا لكم
زمعنى الصبر على متاع الدنيا الا يركن اليه ويعلم انه مستودع عنده وعن قريب يسترجع منه فلا ينهمك في التنعم والتلذذ ولا يتفاخر به على فاقده من اخوانه المؤمنين ويرعى حقوق الله في حاله بالانفاق وفي بدنه ببذل المعونة للخلق .وفي منصبه باعانة المظلومين وكذلك في سائر ما انعم الله به عليه .
والسر في كون الصبر عليها اشد من الصبر على البلاء انه ليس مجبورا على ترك ملاذ الدنيا بل له القدرة والتمكن على التمتع بها خلاف البلاء .فانه مجبور عليه ولا يقدر على دفعه فالصبر عليه اسهل ولذا ترى ان الجائع اذا لم يقدر على الطعام اقدر على الصبر عنه اذا قدر عليه
واما ما لا يوافق هواه وطبعه فله ثلاثة اقسام
الاول ما يكون مقدرا للعبد كالطاعات والمعاصي اما الطاعة فالصبر عليها شديد لان النفس بطبعها تنفر عنها وتشتهي التقهر والربوبية كما ياتي وجهه ومع ذلك يثقل عليها بعض العبادات باعتبار الكسل وبعضها باعتبار البخل وبعضها باعتبار هما كالحج والجهاد فلا تخلو تخلو طاعة من اعتبار يشق على النفس ان تصبر عليه ومع ذلك يحتاج المطيع فيها الى الصبر في حالات ثلاثة تتضاعف لاجلها الصعوبة اذ يحتاج اليها قبل العمل في تصحيح النية والاخلاص وتطهيرها عن الشوائب والرياء وفي حالة العمل لئلا يغفل عن الله في ثنائه ولا يخل بشء من وظائفه وادبه ويستمر على ذلك الى الفراغ وبعد الفراغ عنه لئلا يتطرق اليه العجب ولا يظهر رياء وسمعة.
هناك تتمة