8استهداف الصحفيين بين “تقويض” الديمقراطية و”الفراغ السياسي”/9/2010 - 08:40
بغداد/ أصوات العراق: رأى إعلاميان أن ازدياد معدل استهداف الصحفيين مؤخرا ناتج عن “الفراغ السياسي” الذي وفر “بيئة مناسبة” للإرهاب، في حين رأى آخر أنه يهدف إلى “تقويض الديمقراطية” في العراق.
وقال رئيس لجنة الثقافة والإعلام في البرلمان السابق مفيد الجزائري، لوكالة (أصوات العراق) إن استهداف الصحفيين “يشكل جزءا من محاولة تصعيد جديد للعمل الإرهابي”، مشيرا إلى أن “الإرهابيين تجاوزا مرحلة إثبات الوجود واستطاعوا أن إظهار قدرتهم على إلحاق الأذى بالناس وعرقلة الكثير من الأمور”.
وأضاف أن حملة المجاميع المسلحة “تقف ضد القيم الإنسانية والحضارية ولن تكتمل من وجهة نظرهم إلا باستهداف الصحفيين بدليل اغتيالهم للإعلامي رياض السراي الذي لم يكن من الصحفيين المتصادمين بل كان إنسانا وديعا مثل عصفور”، بحسب وصفه.
وكان مسلحون مجهولون اغتالوا أمس (الثلاثاء)، الإعلامي في شبكة الإعلام العراقي رياض السراي وذلك في منطقة الحارثية غربي بغداد.
وأوضح الجزائري أن استهداف السراي ومقتله “تكاد تكون محاولة من الإرهاب لترويع الوسط الصحفي وتكميم الأفواه لتوجيه رسالة للصحفيين تنص على أن كل من يمارس العمل الإعلامي ويقول الحقيقة مستهدف ويمكن أن ينتظره المصير نفسه”.
ورأى الجزائري أن الأزمة السياسية التي يمر بها العراق هي “أحد الأسباب الرئيسة وراء زيادة معدل استهداف الجسد الإعلامي”، وتابع أن الأجواء السياسية “المحتقنة والصراعات بين الكتل المختلفة وفرت بيئة مناسبة لاستهداف الصحفيين ولعودة العمليات الإرهابية بنشاط أكبر لانشغال الأطراف السياسية بمصالحها فقط وإهمالها للجانب الأمني وتجاهلها لمصلحة الناس”.
من جانبه قال رئيس مرصد الحريات الصحفية زياد العجيلي لوكالة (أصوات العراق)، إن هناك جهات خارج العراق وداخله “لها نفوذها على الساحة العامة أو السياسية”، مبينا أن لدى هذه الجهات “أجندات لا تريد الاستقرار للعراق ولا تريد أن تكون فيه حرية صحفية وديمقراطية راسخة”.
وأفاد أن استهداف الصحفيين هو “استهداف للديمقراطية ولحرية التعبير”، موضحا “لأن الصحفيين هم قادة الديمقراطية في أي بلد وهم الذين ينطقون باسم مصالح الناس وهمومهم والذين يعول عليهم في بناء الكثير من أسس الحرية”.
وذكر العجيلي أن العنف “بدأ يتحرك مؤخرا بشكل ملحوظ لمنع الصحفيين من ممارسة عملهم المطلوب في نقل الحقيقة للناس”، مشيرا إلى أن هذه الجهات من خلال استهدافها للصحفيين “تريد أن توصل رسائل معينة تقول فيها إن الوضع الأمني غير جيد وإنها تستطيع أن تستهدف مَن تشاء في أي وقت تشاء وهي رسائل تهدف بالدرجة الأساس إلى تقويض الديمقراطية في العراق”.
وكانت منظمة “صحفيون بلا حدود” قالت في تقرير أصدرت أمس (الثلاثاء)، إن العراق يشهد أكبر مذبحة للصحفيين ومساعديهم منذ الحرب العالمية الثانية خلال المدة منذ 2003 حتى الآن، مبينة أن عدد الصحفيين الذي قتلوا في العراق خلال هذه المدة تجاوز عدد الصحفيين الذين قتلوا خلال 20 عاما من الحرب الفيتنامية والحرب الأهلية في الجزائر.
وأوردت المنظمة الصحفية الدولية في تقريرها الذي تلقت وكالة (أصوات العراق) نسخة منه، في معرض نعيها واستنكارها اغتيال الصحفي رياض السراي، أن عدد الصحفيين الذين اغتيلوا من كادر هذه الشبكة بلغ 15 من مجموع 230 قتلوا منذ بدء التدخل الأمريكي في آذار - مارس 2003 حتى الآن.
وفي السياق ذاته رأى مدير مركز الدفاع عن الصحفيين علي الدايني، لوكالة (أصوات العراق)، أن هناك حملة “إرهابية ضد الوسط الإعلامي بدأت باستهداف مبنى قناة العربية الكائن في منطقة الحارثية ولن تتوقف عن استشهاد الإعلامي الصديق رياض السراي في المنطقة نفسها”، لافتا إلى أن هناك مجموعات مسلحة داخل منطقة الحارثية “تعمل على استهداف الصحفيين”.
وأعرب الدايني عن اعتقاده أن استهداف رياض هو “أول الغيث وخطوة في طريق تكميم الأفواه وإسكات الأصوات الشريفة”، مستطردا أن رياض السراي كان من الإعلاميين “المتميزين والمهنيين فضلا عن كونه ينتمي إلى عائلة مجاهدة قارعت النظام البائد طويلا”.
وكشف الدايني أن السراي “هدد قبل أيام من استشهاده بسبب وقفته ضد مجاميع مسلحة أرادت إخلاء دور سكنية في منطقة الشعلة شمال غربي بغداد”، مشيرا إلى أن استهداف رياض السراي كان “منظما لاسيما أنه حدث في منطقة محمية ومحصنة أمنيا ويسكن فيها العديد من السياسيين والقادة العسكريين”.
ومضى الدايني قائلا إن ذلك الاستهداف “جزءا من خطة تستهدف شريحة الإعلاميين المستقلين غير المسيسين”، مبديا “خشيته من أن تلحقه استهدافات أخرى مستقبلا”.
وتابع أن الفراغ السياسي الحاصل بسبب أزمة تشكيل الحكومة “هو السبب الرئيس الذي دفع المجاميع
الإرهابية للتحرك واستهداف الصحفيين بشكل مكثف مؤخرا”.
يذكر أن العراق ما يزال يعيش تداعيات أزمة تشكيل الحكومة بعد مرور ستة أشهر على إجراء الانتخابات التشريعية في السابع من آذار مارس الماضي، وثلاثة أشهر على المصادقة على نتائجها.
ك ف ك(تق)- ب خ
[b]
بغداد/ أصوات العراق: رأى إعلاميان أن ازدياد معدل استهداف الصحفيين مؤخرا ناتج عن “الفراغ السياسي” الذي وفر “بيئة مناسبة” للإرهاب، في حين رأى آخر أنه يهدف إلى “تقويض الديمقراطية” في العراق.
وقال رئيس لجنة الثقافة والإعلام في البرلمان السابق مفيد الجزائري، لوكالة (أصوات العراق) إن استهداف الصحفيين “يشكل جزءا من محاولة تصعيد جديد للعمل الإرهابي”، مشيرا إلى أن “الإرهابيين تجاوزا مرحلة إثبات الوجود واستطاعوا أن إظهار قدرتهم على إلحاق الأذى بالناس وعرقلة الكثير من الأمور”.
وأضاف أن حملة المجاميع المسلحة “تقف ضد القيم الإنسانية والحضارية ولن تكتمل من وجهة نظرهم إلا باستهداف الصحفيين بدليل اغتيالهم للإعلامي رياض السراي الذي لم يكن من الصحفيين المتصادمين بل كان إنسانا وديعا مثل عصفور”، بحسب وصفه.
وكان مسلحون مجهولون اغتالوا أمس (الثلاثاء)، الإعلامي في شبكة الإعلام العراقي رياض السراي وذلك في منطقة الحارثية غربي بغداد.
وأوضح الجزائري أن استهداف السراي ومقتله “تكاد تكون محاولة من الإرهاب لترويع الوسط الصحفي وتكميم الأفواه لتوجيه رسالة للصحفيين تنص على أن كل من يمارس العمل الإعلامي ويقول الحقيقة مستهدف ويمكن أن ينتظره المصير نفسه”.
ورأى الجزائري أن الأزمة السياسية التي يمر بها العراق هي “أحد الأسباب الرئيسة وراء زيادة معدل استهداف الجسد الإعلامي”، وتابع أن الأجواء السياسية “المحتقنة والصراعات بين الكتل المختلفة وفرت بيئة مناسبة لاستهداف الصحفيين ولعودة العمليات الإرهابية بنشاط أكبر لانشغال الأطراف السياسية بمصالحها فقط وإهمالها للجانب الأمني وتجاهلها لمصلحة الناس”.
من جانبه قال رئيس مرصد الحريات الصحفية زياد العجيلي لوكالة (أصوات العراق)، إن هناك جهات خارج العراق وداخله “لها نفوذها على الساحة العامة أو السياسية”، مبينا أن لدى هذه الجهات “أجندات لا تريد الاستقرار للعراق ولا تريد أن تكون فيه حرية صحفية وديمقراطية راسخة”.
وأفاد أن استهداف الصحفيين هو “استهداف للديمقراطية ولحرية التعبير”، موضحا “لأن الصحفيين هم قادة الديمقراطية في أي بلد وهم الذين ينطقون باسم مصالح الناس وهمومهم والذين يعول عليهم في بناء الكثير من أسس الحرية”.
وذكر العجيلي أن العنف “بدأ يتحرك مؤخرا بشكل ملحوظ لمنع الصحفيين من ممارسة عملهم المطلوب في نقل الحقيقة للناس”، مشيرا إلى أن هذه الجهات من خلال استهدافها للصحفيين “تريد أن توصل رسائل معينة تقول فيها إن الوضع الأمني غير جيد وإنها تستطيع أن تستهدف مَن تشاء في أي وقت تشاء وهي رسائل تهدف بالدرجة الأساس إلى تقويض الديمقراطية في العراق”.
وكانت منظمة “صحفيون بلا حدود” قالت في تقرير أصدرت أمس (الثلاثاء)، إن العراق يشهد أكبر مذبحة للصحفيين ومساعديهم منذ الحرب العالمية الثانية خلال المدة منذ 2003 حتى الآن، مبينة أن عدد الصحفيين الذي قتلوا في العراق خلال هذه المدة تجاوز عدد الصحفيين الذين قتلوا خلال 20 عاما من الحرب الفيتنامية والحرب الأهلية في الجزائر.
وأوردت المنظمة الصحفية الدولية في تقريرها الذي تلقت وكالة (أصوات العراق) نسخة منه، في معرض نعيها واستنكارها اغتيال الصحفي رياض السراي، أن عدد الصحفيين الذين اغتيلوا من كادر هذه الشبكة بلغ 15 من مجموع 230 قتلوا منذ بدء التدخل الأمريكي في آذار - مارس 2003 حتى الآن.
وفي السياق ذاته رأى مدير مركز الدفاع عن الصحفيين علي الدايني، لوكالة (أصوات العراق)، أن هناك حملة “إرهابية ضد الوسط الإعلامي بدأت باستهداف مبنى قناة العربية الكائن في منطقة الحارثية ولن تتوقف عن استشهاد الإعلامي الصديق رياض السراي في المنطقة نفسها”، لافتا إلى أن هناك مجموعات مسلحة داخل منطقة الحارثية “تعمل على استهداف الصحفيين”.
وأعرب الدايني عن اعتقاده أن استهداف رياض هو “أول الغيث وخطوة في طريق تكميم الأفواه وإسكات الأصوات الشريفة”، مستطردا أن رياض السراي كان من الإعلاميين “المتميزين والمهنيين فضلا عن كونه ينتمي إلى عائلة مجاهدة قارعت النظام البائد طويلا”.
وكشف الدايني أن السراي “هدد قبل أيام من استشهاده بسبب وقفته ضد مجاميع مسلحة أرادت إخلاء دور سكنية في منطقة الشعلة شمال غربي بغداد”، مشيرا إلى أن استهداف رياض السراي كان “منظما لاسيما أنه حدث في منطقة محمية ومحصنة أمنيا ويسكن فيها العديد من السياسيين والقادة العسكريين”.
ومضى الدايني قائلا إن ذلك الاستهداف “جزءا من خطة تستهدف شريحة الإعلاميين المستقلين غير المسيسين”، مبديا “خشيته من أن تلحقه استهدافات أخرى مستقبلا”.
وتابع أن الفراغ السياسي الحاصل بسبب أزمة تشكيل الحكومة “هو السبب الرئيس الذي دفع المجاميع
الإرهابية للتحرك واستهداف الصحفيين بشكل مكثف مؤخرا”.
يذكر أن العراق ما يزال يعيش تداعيات أزمة تشكيل الحكومة بعد مرور ستة أشهر على إجراء الانتخابات التشريعية في السابع من آذار مارس الماضي، وثلاثة أشهر على المصادقة على نتائجها.
ك ف ك(تق)- ب خ
[b]