الإرهاب بين التخطيط والتنفيذ في فكر القاعدة بالعراق
(العراق أنموذجا)
بقلم \علي خليل الدايني
سلسلة لالتكميم الأفواه(0002)
2009
(العراق أنموذجا)
بقلم \علي خليل الدايني
سلسلة لالتكميم الأفواه(0002)
2009
التمهيد:
- الإرهاب كمصطلح وتعريف.
- أهم الصراعات التي خلقها تنظيم القاعدة بعد سقوط النظام عام 2003
- محاور التجنيد في فكر القاعدة.
- خطوط العمل المسلح للقاعدة.
- مقابلات مع عدد ممن تم تجنيدهم للعمل لصالح القاعدة.
- آراء خبراء عسكريين وأمنيين في فكر القاعدة.
(1)
البداية
الإرهاب احد أساليب الحرب النفسية وهو قديم بقدم الخليقة كمصطلح وليس حديث العهد والتعريف المعروف بهذا المصطلح هو أي فعل مادي أو ضغط يقوم به الفرد أو جماعة للتأثير على حرية فرد أو جماعة أخرى وهذا مختصر المصطلح أما أذا أردنا البحث بآلية الأفعال فتقسم إلى:
- المعنوية: أي توجيه الكلمة مقروءة أو ومسموعة أم مرئية لفرد أو جماعة تأثر سلبا في معتقد أو عرف أو دين أو قومية أو ثقافة وبما أن الثقافة هي ذلك الكل المركب من العادات والتقاليد والأعراف وكل ما تمليه الإرادة البشرية للفرد أن كانت مكتسبة من المجتمع أو وراثية من السابقين ومثال ذلك.
"توجيه حملة لتطبيع العلاقات مثلا مع الكيان الصهيوني وتقبل عاداته وتقاليده المختلفة عن عادات وتقاليد الفلسطينيين مثلا.
والتأثير المعنوي لا يقل خطورة لا بل هو اخطر من التأثير المعنوي إذ يوجه العمل المعنوي بمحور واسع دون التقييد بالزمان أو المكان.
أما المادي: فهو استخدام العنف مثلا وأبوابه كثيرة ومنها:
- العنف الدموي القاتل (التفجيرات – الاغتيالات – التصفيات – الخ)
- العنف باستخدام الأذى الجسدي (التعذيب بأنواعه المعروفة وغير المعروفة)
وكما يمكن التفرع ولكن اخذ مثال على ذلك قد يفي بالغرض
"التفجيرات التي نفذتها القاعدة في العراق والتي توجه إلى طائفة الشيعة لدعوتهم أنهم روافض (أنصار لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم)فهنا سنتطرق إلى تاريخ الإرهاب واهم مراحل التحول في العراق وعلى الصعيدين المادي والمعنوي ومنذ سقوط النظام في 4 أيلول 2003.
- شهد العراق مرحلة غدت غريبة لدى الكثير من المراقبين والمختصين وهي مرحلة أدارة الدولة دون حكومة وهذا بعد سقوط النظام مرورا حتى
-
- (2)
تشكيل الحكومة الانتقالية الأولى بعد مجلس الحكم وشهد العراق رغم كون الدولة ومؤسساتها مغيبة شبه استقرار لولا دخول فكر القاعدة والجماعات المسلحة خط التخريب في العراق لمحاولة جعل العراق ساحة لتصفية الحسابات بين أجهزة المخابرات لمختلف الدول لا بل تعدى الآمر لتصفية الحسابات بين أفراد وجماعات وعصابات ومافيات.
بدأ التسويق للإرهاب من خلال تمرير سياسة (فرق تسد) القديمة العهد وأول بذرة بهذا الأسلوب كانت الطرق على وتر الطائفية والمذهبية والقومية فظهرت الصراعات كالآتي:
أولا: مرحلة الصراعات المذهبية الطائفية (السنية الشيعية) كونها اكبر القواعد الشعبية في العراق.
ثانياً: مرحلة الصراعات السياسية (بين الأحزاب)حسب الولاء الخارجي وربطت بالطائفية أيضا.
ثالثاً: مرحلة الصراعات المصلحية ( اقتصاد وسلطة) غسيل أموال محاصصة حول المناصب.
رابعاً: مرحلة التحول إلى ضرب الطوائف والأقليات وزرع نضرة جديدة.
خامساً: مرحلة الصراعات المسلحة بين اغلب التكتلات المذكورة.
- ومن ثم زرع فكرة الحاجة الماسة للاتجاه للسلاح كونه الحل في مثل هذه المرحلة وبنيت أفكار الحاجة إلى موازنة مسلحة بين هذه التكتلات فظهرت ا لجماعات المسلحة والتي ستعادل كفة الميزان في هذه المرحلة ونشبت الصراعات المعروفة للجميع وهنا يمكن البحث في دور القاعدة كتنظيم خدم المصالح الخاصة لم اثأر كل هذا وظهرت أسماء قادة التنظيم تبرز من أمثال أبو مصعب ألزرقاوي الأردني الجنسية وأبو طلحة الجزائري وأبو أيوب المصري وغيرهم ولو انتبه القارئ إلى مرحلة إبراز نجم أسامة بن لادن
(3)
وأيمن الظواهري بعد تفجيرات أيلول (برجي التجارة العالمي في الولايات المتحدة الأمريكية) وحالة التعاطف والنصرة التي حدثت في العراق مثلاً بعد تفجيرات أمريكا هي من رسخت فكرة التحدي العسكري في العالم وكانت لوسائل الأعلام دور تقوية هذه الأسماء للتهيئة لما بعد خطة غزو العراق وإسقاط النظام ودخل التنظيم إلى العراق بداية الأمر بحجة مقاومة الاحتلال القادم عبر البحار وتعاطف من تعاطف مع هذا المبدأ وانخرط من انخرط في صفوف التنظيم والتنظيمات التابعة والمشابهة له وكان مركز انطلاق عمل التنظيم بداية الأمر في محافظات ( الانبار – ديالى – الموصل – صلاح الدين – بابل – بغداد) ومن ثم شكل خلايا نائمة ظهرت في كل العراق دون استثناء وكان المد المادي أثر في نجاح عمليات التنظيم من الناحية المادية والمعنوية خصوصاً بعد تجنيد وسائل أعلام عملت
على حمل فكر القاعدة لتنطلق به نحو الفضاء كما أثار إلى ذلك معهد الدراسات الإستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط.
- اعتمد التنظيم في بداية الأمر على كسب الأنصار من خلال محاور عدة أهمها:
- أولا: التجنيد لطبقة العاطلين عن العمل ممن فقد وظيفته بالأجهزة والدوائر المنحلة الأمنية السابقة
- ثانياً: تجنيد طبقة اجتماعية من كلا الجنسين تحت ستار الدين والعامل الاقتصادي
- ثالثاً: تجنيد الأطفال والمعاقين عقلياً والنساء كمرحلة إستراتيجية جديدة
- رابعاً: استخدام ما يسمى المجاهدين من مختلف بقاع العالم وهذه المرحلة من لتجنيد هي الأخطر في الصراع بأسره.
- بدء العمل المسلح للقاعدة في العراق بخطين.
(4)
الأول: ضرب القواعد العسكرية الجانبية والعراقية (حديثة الولادة) وكل من يعمل مع هذه القوات في العراق.
الثاني: اغتيال وتصفية الكوادر السياسية / الدينية / الاقتصادية / الاجتماعية / الثقافية / العسكرية / والكفاءات
ولكل خط آلية عمل خاصة اتبع بمنهجية وإستراتيجية استوردت إلى العراق بناءا على تجارب التنظيم في أفغانستان وباكستان والصومال ودول أخرى.
ومن خلال بحثنا في كيفية التجنيد واستناداً لمحاور التجنيد المذكورة آنفاً التقينا بعدد ممن انخرطوا في التنظيم وهم ممن يحملون شهادات علمية عالية ومنهم:
مقابلة (1)
- احمد / ماجستير بالفيزياء / من محافظة صلاح الدين / قضاء سامراء.
كان احمد في زمن النظام السابق مستقلاً وكامل مراحل دراسته في الجامعة المستنصرية ببغداد وعاد إلى قضاء سامراء بعد أكمال دراسته ولم يجد طريق للتعيين في دوائر الدولة ولم يستطيع أكمال الدكتوراه وبعد سيطرة القاعدة على القضاء في عام 2005 انخرط في التنظيم عن قناعته كما يقول هو:
- انخرطت في تنظيم القاعدة بعد عام 2005 وكنت قد تعرفت على مجموعة تنتمي للتنظيم كان من بينهم صديق مقارب لعمري فأنا من مواليد عام 1976 وكنا نتناقش في أمور الدين الحنيف ومفردة الجهاد في القرآن الكريم وكيفية مقاومة الاحتلال الذي نزل في بلادنا وكان صديقي هذا حافظاً للقرآن ملم به متصوف أو من أنصار الحركة الوهابية السلفية وله آراء اقتدى بها ولما فاتحني بفكرة الانضمام عرض علي أن أكون مراقباً لا اشترك في تنفيذ العمليات بل المراقبة فقط حتى يأذن الأمير بذلك وكنت احمل بندقية كلاشنكوف زودت بها من التنظيم ونفذت عمليات مراقبة لتصفية أكثر من
(5)
8 أشخاص كان اغلبهم يعملون مع القوات المحتلة ولم أطلق رصاصة واحدة بأمر من التنظيم وكانت سامراء في تلك الفترة مقسمة أداريا بين التنظيم (القاعدة) ودولة العراق الإسلامية وكتائب أخرى بعد أن اثبت الولاء للمجموعة المكونة من 8 انفراد فقط لا اعرف غيرهم كون التنظيم يعتمد على (التنظيم الخيطي) وحتى الثمانية لم اشخص آلا فردا واحداً هو صديقي الذي تحدثت عنه جاء الأمر أن ادخل ضمن مجموعة التنفيذ وفعلاً نفذت عدة عمليات على القوات الأمريكية كنصب عبوات وقنص وكنت قد تدربت في منطقة صحراوية على يد مدربين عراقيين من التنظيم وكانت الأوامر تأتينا عن طريق أمير الجماعة (صديقي) للواجبات ولم نكن نتقاضى رواتب بل منح مالية تفي بأغراض المعيشة ومجموعتنا كانت الأبرز كونها لا تظم ألا عدد قليل من الأفراد ولكن بعد الانفتاح بالتجنيد وظهور الجزائري وأبو أسامة السعودي وغيرهم من أمراء الجماعات بدأ التنظيم يضعف لأنه اخترق وكنا نشعر بذلك بعد ظهور الإسناد والصحوة واعتقد أن هلاك التنظيم في صلاح الدين ومناطق أخرى كان بسبب كمية المتطوعين واستقبالهم وليس نوعيتهم وأنا جندت أصدقائي . آن التنظيم مبني على مبادئ الدين ومفردة الجهاد على المحتل إضافة لعدم امتلاكي عمل أو وظيفة آو العامل الاقتصادي ولا علاقة لضعف العقل في التجنيد كون أكثر المجندين من الشهادات ولكن التلاعب بتفسير القرآن والأحاديث خدعنا وجعلنا نقع في ما نحن عليه 5 / 12 / 2007.
مقابلة (2)
وعلق الخبير العسكري الفريق رشيد فليح على هذا الاعتراف في مقابلة خاصة في حينها قائلا:
"القاعدة كتنظيم استطاعت آن تجند كفاءات وصلت درجاتهم العلمية إلى الماجستير والدكتوراه لا بل حتى أخشى أن يكون هناك رجال سياسة كبار قد جندوا وهذا يعود لتمكن عدد من قادتهم من استخدام علم النفس والكلام
(6)
والاجتماع والقرآن للتأثير في الناس ولاسيما حملة علماء الدين وعدد من دول الجوار على التجنيد فقد القينا القبض على سعودي سألته كيف جاء إلى العراق فقال استمعت إلى خطبة دينية في احد المساجد والتقيت هناك شخص بعد أن أثارتني الخطبة والكلمات وطلبت منه إرسالي إلى العراق ومساعدتي وأنا طالب في الجامعة ببلدي وكنت قد سمعت أن قوات الاحتلال تغتصب النساء وتقتل الشيوخ والأطفال ولا توجد حياة في العراق ولكني صدمت عندما شاهدت الأسواق والناس والقي القبض علي في سيارة معدة للتفجير (مفخخة) لم استطع تفجيرها لكوني لا استطيع أن اقتل المسلمين ولم أجد هدف أجنبي انفذ به وأرجو منكم أن تساعدوني للخروج من أزمتي فأنا نادم"
والكلام هذا للفريق رشيد: من هذه الرواية نتأكد أن الصورة الذهنية المرسومة في وسائل الأعلام والمنابر خارج العراق تصور أن هذا البلد قد انتهى ولا حياة فيه ويحتاج النصرة وأكثر شيء أصبح من العملاء وؤد الإسلام فيه وهذا يثير أي مسلم أو عربي في العالم بأسره واعده أنا سلاح فتاك للتمييز.
فتوريث الحقد وحب القتل بحجة الجهاد مسرة لمن يأتي لينفذ عملية إرهابية في هذا البلد 12 /12 / 2007.
ومن الروايتين نجد أن التصفيات الجسدية التي تعرض لها الكثير من الكفاءات العراقية في مختلف المجالات الحياتية العامة قد نفذها أناس على شاكلة المذكورين أعلاه وهذا جعل التصحيح صعب جداً في ظل عقول قد استخدم ضدها / التسميم الفكري / التحويل العقائدي / غسل الدماغ
مقابلة (3)
وفي لقاء مع الخبير العسكري اللواء جهاد لعيبي الجابري علق لنا سؤال مغادرة (هل تستخدم المخدرات والمسكرات في دفع الانتحاريين لتفجير أنفسهم)
(7)
فأجاب / غالبية الذين يقومون بعمليات التفجير الذاتي في العراق هم من غير العراقيين ألا ما ندر واستخدام هذه الثقافة على المجتمع العراقي فالعراقي مثقف لحد ما ويعرف كيف يفرز الأمور ولكن هنالك من البائسين ممن فقدوا ذويهم أو معيلهم مثلاً ينخرط في التنظيم ليقوم بعمليات انتقامية وتحت اثر التخدير طبعاً ومؤكد ليفجر نفسه وقد القي القبض على فتاة من محافظة ديالى واستجوبتها وكانت شبه غائبة عن الوعي بفعل الحبوب المخدرة رغم كونها من عائلة فقيرة جداً من قرية نائية في محافظة ديالى تدعى المخيسة كان زوجها من امراء التنظيم هناك وأقنعها بأنها ستذهب إلى الجنة أذا ما نقلت الحزام الناسف الذي يسلمها إياه إلى المكان المقصود وأوهمها أن جهاز الموبايل أو الجوال هو معجزة ربانية وفعلاً تقبلت تلك الفتاة التي لا يتجاوز عمرها الـ16 سنة ولبست الحزام واقتربت من المكان المقصود ولكنها لم تجد استخدام زر التفجير لكثرة ما تعرضت له من المادة المخدرة وبعد أن القي عليها القبض وتحدثنا معها انهالت دموعها للخدعة التي تعرضت لها وهذه العينة مثلاً تتم على كيفية استخدام التنظيم للتجنيد واستغلال الضعفاء والمعاقين عقليا لا بل حتى المجانين فقد نفذت عمليات باستخدام المجانين والمعاقين عقلياً (منغولي) كما يروي كان التنظيم قد تلقفهم من الشارع لينفذ بهم هجماته وهذه الأساليب تعد مرعبة في مجال التجنيد.
تجنيد الأطفال أو العمل على بناء تنظيم (فتيان الجنة / طيور الجنة)
- ظهر في عام 2007 تنظيم خاص بالأطفال والأحداث دون سن السادسة عشرة اسمه تنظيم القاعدة في عدد من الدول كان أهمه العراق وكان هذا التنظيم متوزع في عدد من المحافظات أهمها .
- ديالى
- بغداد / الدورة / المدائن.
(
- صلاح الدين / سامراء
- الموصل
- الانبار
وفي هذه المحافظات والمناطق رصدت حالات استخدام عناصر هذا التنظيم في العمليات العسكرية الخاصة مثل الاغتيالات / التصفيات / نقل السلاح والمتفجرات.
وفي لقاء مع (منظرأوشيخ) تنظيم طيور الجنة في محافظة صلاح الدين اطلعت على كيفية التجنيد ووسائل التدريب حيث قال :
بدأنا التجنيد داخل الجوامع في دورات تحفيظ القرآن وبعدها التقينا عدد من هؤلاء الصبية ممن وجدنا فيهم بنية جسدية ومقدرة يمكن استثمارها لصالح التنظيم وبعدها قمنا بإقناعهم وتدريبهم على تنفيذ الواجبات التي كان أهمها نقل ونصب العبوات الناسفة وتوزيعها حسب جدول العمل الموضوع وذلك لكون الأطفال لا يمكن الشك بهم من قبل القوات الأمنية الأجنبية والعراقية على حد سواء وبعدها طورنا عدد من عمليات التصفية الجسدية والاغتيالات ونفذنا واجبات ناجحة وكذلك كان لهذا التنظيم أهمية في نقل مبالغ التمويل ووسائل الدعم اللوجستي من والى المناطق المحددة. وكان التنظيم يشرف على عمليات تطوير هذه المجموعات لكونها تشكل المستقبل القادم لعملنا وكنا نقوم بتصوير العمليات التي يقومون بها ولسببين.
الأول / كنشاط أعلامي للتنظيم يهدف من خلاله المستحقات المالية.
الثاني / كوسيلة ضغط على أهاليهم أو عليهم أن لزم الأمر
5 / 1 / 2008.
هذا البحث من ضمن سلسلة بحوث ومطبوعات مركز الدفاع عن الحريات الإعلامية (مركز تطوير الأعلام الأمني) نسعى من خلالها عرض مواضيع تخص
(9)
المجتمع العراقي لتتمكن من التحذير منها ولوضع مصل لقاح خاص ضدها في المستقبل.
وللحديث بقية......
بقلم\ علي خليل الدايني
أصادرات مركز الدفاع عن الحريات الإعلامية في العراق \(مركز تطوير الأعلام ألامني).سلسلة (0002) لالتكميم الأفواه.