الاخراج الصحفي
هو توزيع الوحدات التيبوغرافية وتحريكها على صفحات الورق طبقا لحركة معينة أو طبقا لخطة معينة و هو علم وفن يختص بتحويل المادة المكتوبة إلى مادة مطبوعة قابلة للقراءة تؤدي الغاية التي توخاها المخرج، أو بمعنى آخر يختص الإخراج بتوزيع الوحدات الطباعية (الحروف والعناوين والنصوص والأشكال والصور والخرائط ) وترتيبها في حيز الصفحة واختيار ألوانها بأسلوب يغري القارئ بقراءتها ويلفت انتباهه إلى ما فيها .
ويهدف الإخراج إلى تحقيق فعالية كبيرة وتأثير بصري فعال للمادة المطبوعة ، سواء كانت نصوصا مكتوبة مجردة ، أو مصحوبة بالعناصر الفنية المساعدة كالصور والعناوين ، وسواء كانت خاصة بالصحف اليومية أو المجلات أو المطبوعات الإعلانية .
و يتحتم على المخرج الفني القائم على هذا العمل أن يتمتع بحاسة فنية جمالية ومعرفة مفصلة بالمسائل التقنية لكي يكون قادرا على النجاح في مهمته ، المتمثلة في إبراز المادة الصحفية والعناصر الطباعية وإعطاء الصحيفة القدرة على الجذب والتأثير، فهو الذي يتولى اختيار نوع الحروف وأشكالها ، وهو الذي يحدد أماكن العناصر الطباعية على الصفحات ، فإما أن يعطي الصفحة القيمة الجمالية المطلوبة أو إنه يدمر هذه الإمكانية ويقضي عليها فتصبح منفرة للقراء.
وقد قطع الإخراج الصحفي شوطا بعيدا من التقدم والتنوع بحكم التطور التقني والإنساني الذي لا يتوقف عند حد معين . ولكن الإخراج الصحفي تطور مع تطور الصحافة نفسها وتطور النظرة إلى طبيعة عملها ومهامها ووظائفها في المجتمع الإنساني، ونقل هذا التطور إخراج الصحف إلى مجالات كثيرة من الحداثة والإبداع والتنوع بعد أن كانت تماثل الكتب في إخراجها وتبويبها ومراعاة الزخارف التي تحيط بالموضوعات المنشورة فيها، وكذلك عدم التنويع في أشكال الحروف التي تجمع بها موادها،
ولكن تطور مفهوم الصحافة ووظائفها والتقدم التقني الذي أصابته جعلها تتوجه لقرائها بوسائل جديدة في الإخراج تساير مضمونها المتنوع واتساع دائرة الوظائف الإعلامية التي تقوم بها في وقتنا الحاضر .
وقد شهد الإخراج الصحفي قفزة هائلة في صحافة اليوم، بسبب حداثة الأجهزة الطباعية، واستفادة الصحافة من التقدم التكنولوجي الكبير الذي يشهده عصرنا الحاضر، والتطور الكبير في علوم الاتصال ووسائله، ووسائل نقل الأخبار والمعلومات. وأصبحت أهم جوانب الإخراج الصحفي تتركز على عنصري التأثير والجمالية ، والعنصر الاقتصادي وعنصر التحديث.
المخرج الصحفي :
هو المهندس الذي يصمم الصفحات ويشرف على تنفيذها، وهو حلقة الوصل بين قسم التحرير والإعلان من جهة والأقسام الفنية والمطبعة من جهة أخرى، وهو يتوخى في عمله وحدة الأسلوب وتنوع الشكل في كل عدد من أعداد الصحيفة بما يتفق مع سياسة الصحيفة والمواد المعدة للنشر والأنباء المطلوب نشرها.
العوامل التي تتحكم في أساليب الإخراج الصحفي :
هناك عوامل رئيسية تتحكم في أساليب الإخراج الصحفي وتراعى من قبل سكرتارية التحرير الفنية في الصحافة الحديثة وهي:
- الجانب الإعلامي الصحفي:
لهادف إلى إبراز المادة الإعلامية المنشورة حسبما تفرضه من أولويات القيم الإخبارية المتعارف عليها في علوم الصحافة والإعلام وهي التي تتصل بتقويم الأخبار والموضوعات ومواد النشر واختيار ما يهم الجمهور منها.
-الجانب الإعلاني الاقتصادي :
الذي يخاطب القطاعات الاقتصادية التي تسهم إعلاناتها بتشكيل جزء هام من ميزانية المؤسسة الصحفية
-الجانب الفني :
الذي يوظف قدرات المطبعة الصحفية في خدمة المظهر العام للصحيفة ، والأنواع الصحفية المعالجة فيها، وكذلك إظهار إمكانيات المصورين والخطاطين والرسامين من العاملين في المجلات الفنية المختلفة وهي التي تسعى إلى تحقيق التوازن والإيقاع والوضوح وسهولة القراءة وتوفير الحيوية والجاذبية والجمال.
- الجانب النفسي :
الذي يراعي طبيعة الجمهور المخاطب من حيث السن والمستوى الثقافي والملامح الأساسية العامة لشخصية المجتمع الذي تصدر فيه لصحيفة وتخاطبه، وتتصل بمعرفة اتجاهات الرأي العام وعقلية الجماهير وأذواق القراء وعادات القراءة، وتأثير الألوان فيهم .
- الجانب الفيزيائي :
وهي تتصل بقوانين الرؤية وحركات العين ومدى استيعابها وظروف التعرض للضوء .
أهداف الإخراج الصحفي :
أولا : تيسير قراءة مادة الصحيفة على القارئ بحيث يستوعبها في أقصر وقت ممكن .
ثانيا : عرض المادة الصحفية مقدمة حسب أهميتها، فالقارئ يتوقع إبراز الموضوعات الهامة سواء من حيث مكان عرضها على الصفحة أو الوحدات التيبوغرافية المستخدمة فيها
ثالثا : العمل على أن تبدو الصفحة جذابة مشوقة
رابعا : عقد صلة تعارف وألفة بين الصحيفة والقارئ، بحيث يستطيع تمييزها عن غيرها بيسر ويسعى إليها في رغبة .
لا يوجد حالياً أي تعليق