كتب\فاطمة الخليل
السيطرة والتفوق حالة عصابية
تبدأ عظمة الانسان عندما يبدأ برؤية نفسه كما عليه فالانسان السوي هو الذي يحمل صفة الانسانية الكامنة في تجنب المعاناة والبحث عن السلام الذهني، ان الكثير من العلماء غاصوا في النفس البشرية واسسوا ارضيات مختلفة كلا على حدة ففرويد مثلا بنى امبراطوريته على اللاوعي وعلى الجنس اما ادلر فقد اسسها على ارضية الشعور بالنقص اذن ما هو الشعور بالنقص وكيف بامكانه التحكم بافعال الشخص كشعور دائمي انا لا اتكلم عن الشعور بالنقص الطبيعي كشعور الطالب الشاب امام مدرسه انه اقل منه في الخبرة وفي المعرفة وهذا طبيعي ووقتي وكذلك بالنسبة للانسان امام قوى الطبيعة بل اتكلم عن الشعور بالنقص كحالة مرضية متى ما يصبح الشخص مريضا ويتطور مرضه عندما يسسب المعاناة والخجل والقلق والخوف والعدوانية والحاجة لتجاوز الاخرين واحتقار الاخرين ....الخ ويعاني هؤلاء الاشخاص من شعور قوي بعدم الامان والخوف والعجز وبما ان هؤلاء الاشخاص يعانون فانهم يبحثون عن حل وهذا منطقي ويذهب هؤلاء الاشخاص للبحث عن شيء ما يحد المعاناة المتسببة عن الشعور بالعجز.
نحن نعلم عزيزي القارئ علما يكاد يكون بالفطرة ان الشخص الخجول الذي يخاف يصبح عدوانيا وكذلك الشخص الذي يعاني من الشعور بالنقص يبحث عن شيء ما نراه يبحث عن التفوق ،واذا شعر انه خاضع فيعمل على السيطرة على الاخرين ،هذه هي ميكانيكية التعويض .واتمكن من القول ايضا ان التعويض ينقذ الحياة النفسية من هذا النوع من العصابات .ان الشعور بالتفوق وبالقوة يقلل من القلق المتسبب عن الشعور بالنقص والعجز ويسمح هذا الشعور هكذا بالعيش على حلول التسوية وعلى اية حال فان هذه التعويضات لا تلغ ابدا الشعور بالنقص لكنها تغطيها فقط بغطاء من الاوهام .
اذن السؤال الان هل يتجاوز هؤلاء الاشخاص هذا الشعور اقصد الشعور بالنقص بعدما يحققون الكثير من الاشياء تكاد تكون كبيرة في حياتهم اليومية ؟ابدا انه الشعور بالنقص الذي فجر بحثهم عن التفوق وعلى الاغلب ذلك البحث لا واع .واذا كنا نعاني من شعورنا بالضعف واذا كنا مذلولين ونحرومين فنحن نرغب سرا بالاعتقاد باننا اقوياء .
وكافة المستبدون والمسيطرون والتسلطيون هم في هذه الحالة .
اذن حاجة السيطرة والفوق دائما عصابية.
سيتساءل الكثيرون لكن انا ...هل انا عصابي ام لا)؟
امام بعض الاعمال كأن يفصح شخص عن موقف معين كأن يقول ان الاعجاب الذي يكن لي لا ابالي به قط!....) سوف اشير لثلاث حالات ممكنة لهذا الموقف .
قد يكون عدم المبالاة هذا حقيقيا (ظاهريا وداخليا )اذا كان هذا الشخص متوازن ،واضح وذكي .سيكون حينذاك متكامل بنفسه ،ولا تكون له حاجة لاعجاب الاخرين للايمان بقدرته .ان رد فعله اعتيادي ويتوافق مع الحقيقة .
اما اذا فرضنا ان هذا الشخص يخضع لشعور بالنقص .وعلى الرغم من موهبته فانه يخاف من ان يكون الهدف او ان يحتمي به .
انه يخاف من عدم تمكنه من تقديم ما ينتظره الاخرون منه .ويلعب لعبة اللامبالاة ازاء الاعجاب ويهرب من الاخرين ويعطي لنفسه اسبابا مهدئة والتي يعتقد بها بغية عدم الاحساس بهذا الخوف وبهذا الهروب ،ولا مبالاته هي تعويض ورد فعله غير طبيعي .
ويمكن ان تكون لديه حاجة للظهور متكاملا ومنفصلا عن كل هذه الهراءات التي يعرف القليل عن قيمتها !من خلال الشعور بالنقص كذلك ،فانه يدعم اعجاب الاخرين بتواضعه ويحتاج الى هذا الاعجاب ليشعر بالامان .ويعطي لنفسه اسبابا واعية لا تتفق ابدا مع الواقع وهذا رد فعل غير طبيعي .انه استكمالي اذن عصابي .
نرى اذن جيدا الفرق بين رد الفعل الطبيعي ورد فعل العصاب .ان رد الفعل الطبيعي حقيقي !ولا يتطابق ما له علاقة بالعصاب مع الحقيقة الداخلية .وهو كالقشرة التي تغطي الجرح كي تمنع تقيحه.
السيطرة والتفوق حالة عصابية
تبدأ عظمة الانسان عندما يبدأ برؤية نفسه كما عليه فالانسان السوي هو الذي يحمل صفة الانسانية الكامنة في تجنب المعاناة والبحث عن السلام الذهني، ان الكثير من العلماء غاصوا في النفس البشرية واسسوا ارضيات مختلفة كلا على حدة ففرويد مثلا بنى امبراطوريته على اللاوعي وعلى الجنس اما ادلر فقد اسسها على ارضية الشعور بالنقص اذن ما هو الشعور بالنقص وكيف بامكانه التحكم بافعال الشخص كشعور دائمي انا لا اتكلم عن الشعور بالنقص الطبيعي كشعور الطالب الشاب امام مدرسه انه اقل منه في الخبرة وفي المعرفة وهذا طبيعي ووقتي وكذلك بالنسبة للانسان امام قوى الطبيعة بل اتكلم عن الشعور بالنقص كحالة مرضية متى ما يصبح الشخص مريضا ويتطور مرضه عندما يسسب المعاناة والخجل والقلق والخوف والعدوانية والحاجة لتجاوز الاخرين واحتقار الاخرين ....الخ ويعاني هؤلاء الاشخاص من شعور قوي بعدم الامان والخوف والعجز وبما ان هؤلاء الاشخاص يعانون فانهم يبحثون عن حل وهذا منطقي ويذهب هؤلاء الاشخاص للبحث عن شيء ما يحد المعاناة المتسببة عن الشعور بالعجز.
نحن نعلم عزيزي القارئ علما يكاد يكون بالفطرة ان الشخص الخجول الذي يخاف يصبح عدوانيا وكذلك الشخص الذي يعاني من الشعور بالنقص يبحث عن شيء ما نراه يبحث عن التفوق ،واذا شعر انه خاضع فيعمل على السيطرة على الاخرين ،هذه هي ميكانيكية التعويض .واتمكن من القول ايضا ان التعويض ينقذ الحياة النفسية من هذا النوع من العصابات .ان الشعور بالتفوق وبالقوة يقلل من القلق المتسبب عن الشعور بالنقص والعجز ويسمح هذا الشعور هكذا بالعيش على حلول التسوية وعلى اية حال فان هذه التعويضات لا تلغ ابدا الشعور بالنقص لكنها تغطيها فقط بغطاء من الاوهام .
اذن السؤال الان هل يتجاوز هؤلاء الاشخاص هذا الشعور اقصد الشعور بالنقص بعدما يحققون الكثير من الاشياء تكاد تكون كبيرة في حياتهم اليومية ؟ابدا انه الشعور بالنقص الذي فجر بحثهم عن التفوق وعلى الاغلب ذلك البحث لا واع .واذا كنا نعاني من شعورنا بالضعف واذا كنا مذلولين ونحرومين فنحن نرغب سرا بالاعتقاد باننا اقوياء .
وكافة المستبدون والمسيطرون والتسلطيون هم في هذه الحالة .
اذن حاجة السيطرة والفوق دائما عصابية.
سيتساءل الكثيرون لكن انا ...هل انا عصابي ام لا)؟
امام بعض الاعمال كأن يفصح شخص عن موقف معين كأن يقول ان الاعجاب الذي يكن لي لا ابالي به قط!....) سوف اشير لثلاث حالات ممكنة لهذا الموقف .
قد يكون عدم المبالاة هذا حقيقيا (ظاهريا وداخليا )اذا كان هذا الشخص متوازن ،واضح وذكي .سيكون حينذاك متكامل بنفسه ،ولا تكون له حاجة لاعجاب الاخرين للايمان بقدرته .ان رد فعله اعتيادي ويتوافق مع الحقيقة .
اما اذا فرضنا ان هذا الشخص يخضع لشعور بالنقص .وعلى الرغم من موهبته فانه يخاف من ان يكون الهدف او ان يحتمي به .
انه يخاف من عدم تمكنه من تقديم ما ينتظره الاخرون منه .ويلعب لعبة اللامبالاة ازاء الاعجاب ويهرب من الاخرين ويعطي لنفسه اسبابا مهدئة والتي يعتقد بها بغية عدم الاحساس بهذا الخوف وبهذا الهروب ،ولا مبالاته هي تعويض ورد فعله غير طبيعي .
ويمكن ان تكون لديه حاجة للظهور متكاملا ومنفصلا عن كل هذه الهراءات التي يعرف القليل عن قيمتها !من خلال الشعور بالنقص كذلك ،فانه يدعم اعجاب الاخرين بتواضعه ويحتاج الى هذا الاعجاب ليشعر بالامان .ويعطي لنفسه اسبابا واعية لا تتفق ابدا مع الواقع وهذا رد فعل غير طبيعي .انه استكمالي اذن عصابي .
نرى اذن جيدا الفرق بين رد الفعل الطبيعي ورد فعل العصاب .ان رد الفعل الطبيعي حقيقي !ولا يتطابق ما له علاقة بالعصاب مع الحقيقة الداخلية .وهو كالقشرة التي تغطي الجرح كي تمنع تقيحه.